علم الاصوات و اهميته في علم الصرف

,

يعتبر ان علم الصرف من ادقة ابواب علم اللغة و اهمها، لنه علم هيئات الكلمات قبل دخولها في التراكب، ربما كانت التعقيدات التي عرفها هذا العلم من اكبر تعقيدات التي تعرض للباحث نظرا لتشعبهاوافتراض الدرابة بالاصول.و نظرا لوسع اللغة العربية وصعوبتها.  ولكن طبيعة الكلام صوتية ،انه عبرة عن الذبذبات تؤدى المعني،اي انه اصوات مجتمعة تقولب المعني المجرد وتوصله الي المتلقي.

علم الصرف

الصرف في اللغة :

 الصرف لغويًامأخوذ من المادة المعجمية ( ص ر ف ) ومن ذلك قولهم : لا يقبل منه صرف ولا عدل وقولهم : لأنه ليتصرف في الأمور وصرْف الدهر حدثانه ونوائبه . والصريف : اللبن ينصرف به عن الضرع حارا إذا حلب  والصيرف المحتال المتصرف في الأمور … والصيرفي : الصراف من المصارفة ، وغيرها من التراكيب اللغوية التي تدل على معنى التحويل والتغيير والانتقال من حال إلى حال .
أما في الاصطلاح :

 فهو تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعان مقصودة ، لا تحصل تلك المعاني إلا بهذا التغيير . وذلك كتحويل المصدر " قطْع " إلى الفعل الماضي " قطع " ، والمضارع " يقطع " ، والأمر : اقْطَعْ " ، وغيرها مما يمكن أن نتوصل إليه من مشتقات تتصرف عن الكلمة الأصل كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، وغيرها ، وهو إلى جانب ذلك علم يبحث فيه عن المفردات من حيث صورها   وهيئاتها ، أو من حيث ما يعرض لها من صحة ، أو إعلال ، أو إبدال . ولم يرد عن النحاة الأوائل تعريفا جامعا مانعا لعلم الصرف ، وغاية ما عرف به هذا العلم ما ورد عن ابن الحاجب في حاشيته حيث قال : " التصريف علم بأصول تعرف بها أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب "([1]) 1 .


 وقد ناقش شارح ( الرضي ) في شرحه للشافية التعريف السابق وبين أوجه قصوره ، كما عرفه ابن جني بقوله " أن تأتي إلى الحروف الأصول فتتصرف فيها بزيادة حرف ، أو تحريف بضرب  من ضروب التغيير ، فذلك هو التصرف فيها والتصريف لها "  ([2])

ولم يصب ابن جني أيضا في حده لمفهوم الصرف ، لأن علم الصرف ليس الغرض منه " إنتاج الكلم بمعنى الأتيان إلى الحروف الأصول والتصرف فيها " على نحو ما ذكر ابن جني ، بل هو " معرفة القوانين التي تمكن من إنتاج الكلم ، والقوانين المفسرة للتغيير فيها "  ([3]) .  وباختصار " إنه علم بقواعد تعرف بها أحوال أبنية الكلمة التي ليست بإعراب ، ولا بناء " .


ميدان علم الصرف :

 يقتصر التصريف على نوعين من الكلام :
1 ـ الأفعال المتصرفة .
2 ـ الأسماء المتمكنة .
 وما عدا ذلك من أنواع الكلام لا يدخل تحت طائلة الصرف ، وذلك كالحروف ، والأسماء المبنية مثل " إذا ، وأين ، وحيث " ، والضمائر مثل " أنا ، وأنت ونحن " ، وأسماء الإشارة كـ " هذا وهذه " ، وأسماء الموصول كـ " الذي والتي ، وأسماء الشرط كـ " من وما ومهما " ، وأسماء الاستفهام كـ " من وما ومتى " ، والأسماء المشابهة للحرف مثل " كم " ، و " إذ " ، والأسماء الأعجمية كـ " إبراهيم وبشار وإسماعيل " ، والأفعال الجامدة كـ " نعم وبئس وعسى " ، وما كان من الأسماء ، أو الأفعال على حرف ، أو حرفين ، إلا ما كان مجزوما منه ، لأن أقل ما تبنى عليه الأسماء المتمكنة ، أو الأفعال المتصرفة ثلاثة أحرف .

علم الاصوات
مفهوم علم الاصوات[4]
يعتبر هذا العلم عرفا من  الفروع علم اللسان العام اواللسانيات وهو علم الذي يدرس فيه الصوت اللغوي دراسة عملية باستعمال الاجهزة والمعامل و التجارب. انه يهتم  بوصف كيفية انتاج وتوليد اصوات المفردة وخصائصها، و كيفية التي   تنتقل بها من المتكلم الي السامع. وتفترع الدراسة الصوتية  الي ثلاث المراحل هي:
1.   مرحلة احداث الاصوات اللغوية، واندفاعها من فم المتكلم الي اذهن السامع.
2.   ارسال هذه الاصوات علي شكا اهتزازات عبر الهواء الي الآلة السامعة.
3.   ادراك  هذه الاصوات بواسطة لاذهن.
ويختص في كل مرحلة فرع خاص، متولد عن الصوتيات العامة هو: علي التوالي علم الاصوات النطقي او الفيزيولوجي، وعلم الاصوات الفيزيائي او علم الاصوات السمعي،الادراكي.
فان علم الاصوات   هو الذي يعني بدراسة الصوت البشري باعتباره المادة الاولية لبناء اللغة المتواصل المعرفي. ويستبعد عن مجال الاهتمامه العمالية العقلية النفسية التي تحدث قبل اثناء الكلام سواء عند المتكلم، او في ذهن السامع عند التقاطه للاصوات قصد تفسيرها وفك رموزها. وقد علل العلماء الصوت مثل هذا الرفض في ما يلي :
1.   لا يهتم اللغوي الا باحداث المنطوقة بالفعل.
2.   لا يستطيع اللغوي اصدار احكام عملية صارمة، دقيقة بشأن الحقائق النفسية.

الاصوات و اهميته  في علم الصرف

تلعب في الظواهر الصوتية دورا بارزا في تحصدر الوحذات الصرفية وبيان فيمنها، ولم يمكن فيرث مبالغا حين يقرر انه ( لا وجود لعلم الصرف بدون علم الاصوات ) ذلك لان مباحث الصرف مبنية في اساسها علي ما يقرره الاصوات من حقائق وما يرسمه من حدود، وفي رأينا ان كل دراسة صرفية تهمل هذا المنهج الذي نسيرااليه لابد ان يكون مصير ها الاخفاق و الفشل كما هو الحال في كثير من مباحث الصرف في اللغة العربية.

وليست ضرورة اعتماد علم الصرف علي علم الاصوات مقصورة علي لغة دون اخري، ان لغات الارض جميعا تستوي في هذا الامر. ان يكون الاختلاف بينها في نوع استغلال الحقائق الصوتيية في المجال الصرف وفي مدي هذا الاستغلال ونتائجه. وذلك متوقف بالطبع علي خواص اللغة المعية. كما قد يكونالاختلاف بين هذا اللغات في مدي اعتمادها علي ظاهرة صوتية دون اخري في هذا البحث الصرفي.[5]

كان من الممكن ان تصير الاقبسةوالنظاريات التي اعتمدها علماء الصرف التقليديون في طرح المسائل الصرفية ومعالجتها ابسط و اسهل، ولو نظرو الي الكلمة وحركته نظرة مختلفة، وميزو بين الرسم الخاطي و حال النطق الذي قد يختلف طبيعة عما وهو مكتوب.

بناء علي هذا كانت آراء بعضهم ولا سيما منها آراء هنري فليش وعبد الصبور شاهين، ان ينظر الي الصرف العربي ( و الي النحوى ايضا) علي ضوع علم الاصوات، بحيث لا يكون اساس دراسة الكلمة انطلاقا من رسمها، بل من  النطق. فيعاد في اصل الصوامتو الصوائت و المقاطع احرف العلة، وما الي ذلك اساسية لدراسة الصرف.[6]

وهناك في الصرف العربي بالذات حاجة ملحة الي الرجوع الي حقائق التي يقررها الدرس الصوتي،لقد درج علماء الصرف التقليديون علي ان يقولوا مثلا: قل اصلها قل. التي ساكناني الواو و اللام، فخذفت الواو لالتقاء الساكنين فصارت قل.

وحقيقة الأمر أن "قل" جاءت على هذه الصورة منذ بداية الأمر، ولم يكن من المستطاع أن تأتى بالصورة الثانية " قول " فى النطق الفعل، لسبب صوتى، ظاهر يرتبط بخواص التركيب المقطعى فى العربية الفصحى. لقد ثبت بالدراسة أن التركيب المقطعى صوت صامت + حركة طويلة + صوت صامت ( 2772) تركيب ممتنع فى هذه اللغة الا فى حالتين اثنين هما:
1-             فى حالة الوقف
2-             أن تكون الحركة الطويلة متلوت بمثالين مدغمين من أصل الكلمة
نحو شابة ودابة

أما ما ذهب اليه هؤلاء الصرفيون فهو عمل افتراضى لا نأخذ به فى الدرس اللغوى الحديث.
وهمزة الوصل فى العربية ظاهرة صوتية صرفية معا، وليس من الحكمة دراسها من زاوية دون أخرى ، إذ ترتبط الجهتان بعضهما ببعض أوثق إرتباط. فهو من الناحية الصوتية ليس أكثر من تحريك خفيف أو صوت لجأ اليه المتكلم العربى فى بداية الكلمة حيث تمنع طبيعة التركيب المقطعى لهذه اللغة البدء بصوت صامت غير متلو بحركة. ولكن هذه الظاهرة الصوتية مرتبطة بصيغ صرفية لا تتعداها، ولا تتجاوز حدودها، وهذه الصيغ الصرفية ذاتها أصبحت تمتاز من غيرها بهذه الخاصة الصووتية التى أصبحت جزءا تركيبها الصوتى :
والتنوين هو الآخر ظاهرة مهمة تستأهل النظر الصوتى العميق، قبل أن تعالج من وجهة النظر الصرفية، تلك الوجهة التي عرض لها العرب دون الفتات مناسب الي خواصها الصوتية.[7]

الاختتام

تناولنا ابرز ابواب علم الصرف علي ضوء المنهج الصوتي، ولم نتطرق الي كل ابوابه لاننا لا نري جدوي من ذلك او كبير افادة، فتغييرات الصوتية او مقطعية اقل في ابواب الباقية منها في الابواب التي تطرقنا اليها.

ان مبدا دراسة الكلام علي ضوء بعده الصوتي ممكن، الي انه ليس طارئا علي اللغة العربية، ولكن النحاة لم يعمدوا اليه ولم يكبسواعليه التغييرات الطائرة علي هيأةالكلمة، وكان حسبهم ان يفعلوافيوفروا علينا مشاق كثيرة وعناء كبيرويبسطوا قواعد الصرفية ويسقطوا منها العديد من التعقيد، بل كنوا قربوها الي طبيعة النطق البشريالذي يري لغته كا ثنتا ينمو و يتطورو وقفا لحاجاتالاذنو الحلق و الفم، فينطق بها بشكل افضل بمخرج اسلس.





المراجع
·       شرح الشافية ج1
·       التصريف الملوكي لابن جني
·       دروس في علم الصرف لإبراهيم الشمسان ج1
·       شفيقة العلوي،دروس في علم الاصوات العام،المدرسة العليا للاستاذة في الادب و العلوم الانسانية،بوزريعة
·       الاصوات العربية،كمال محمد بشر،مكتبة الشباب، 1825
·       الصرف و علم الاصوات،الدكتور ديزيره شقال،دار الصداقة العربية،بيروت،1996


[1]  شرح الشافية ج1 ص1 .
[2]  التصريف الملوكي لابن جني ص2 .
[3]  دروس في علم الصرف لإبراهيم الشمسان ج1 ص 8
[4] شفيقة العلوي،دروس في علم الاصوات العام،المدرسة العليا للاستاذة في الادب و العلوم الانسانية،بوزريعة.
[5] الاصوات العربية،كمال محمد بشر،مكتبة الشباب، 1825،ص:184-185
[6] الصرف و علم الاصوات،الدكتور ديزيره شقال،دار الصداقة العربية،بيروت،1996،ص:19
[7] مرجع السابق، كمال محمد بشر،ص186

0 komentar:

Posting Komentar